إيطاليا تستضيف مؤتمراً لإعادة إعمار أوكرانيا العام المقبل

إيطاليا تستضيف مؤتمراً لإعادة إعمار أوكرانيا العام المقبل
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني

 

كشف وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم، أن إيطاليا ستستضيف في عام 2025 مؤتمرا لإعادة إعمار أوكرانيا، مشدداً على دعم إيطاليا لأوكرانيا بقوة وقناعة تامة منذ بداية الحرب الأوكرانية، وأن هذا الملف يعد أولوية للرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع.

وجاء حديث تاياني، في مقال له بالعدد الأخير لمجلة "فورميكي" الإيطالية، بمناسبة مرور عامين على الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيراً إلى أن هذه الأزمة تمثل نقطة تحول في التاريخ الأوروبي.

إعادة إعمار أوديسا

وقال تاياني: لعبنا بالفعل دورًا رائدًا في إعادة إعمار أوديسا وتحركنا على الفور لصالح حماية التراث التاريخي والثقافي الغني لتلك المدينة، مع الترويج لإدراج المركز التاريخي لمدينة أوديسا في موقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبالتالي في قائمة اليونسكو للتراث المعرض للخطر وتقديم مساهمة مالية من أجل سلامة الكاتدرائية.

وأضاف تاياني: باستثناء المساعدات على المستوى الأوروبي، قدمنا ​​لأوكرانيا مساعدات بأكثر من ملياري يورو، منها 820 مليون يورو مخصصة للاجئين، و310 ملايين لدعم الميزانية وأكثر من 93 مليون يورو للمساعدات الإنسانية، بحسب موقع "ديكود 39" الإيطالي.

كما أكد وزير الخارجية الإيطالي أن بلاده تقف في طليعة جهود إعادة إعمار أوكرانيا، مشيراً إلى دعم إيطاليا بشكل كامل للمسار الأوروبي الذي تسلكه أوكرانيا والمساهمة بنشاط في منح كييف وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.

وتابع: نحن في طليعة الدول التي دعت إلى الموافقة على الأداة المالية الأوروبية متعددة السنوات، بقيمة 50 مليار يورو، لتلبية الاحتياجات المالية والإدارية العاجلة، وانتعاش البلاد. ومن منظور أمني، ستقوم الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع بالتنسيق مع الشركاء لضمان التماسك والامتثال للالتزامات الأمنية الثنائية.

الحرب والأمن الغذائي

وأكد تاياني أن الاستجابة الإنسانية لروما، والتي تضمنت أيضًا التبرع بالسلع، تهدف إلى دعم عمل المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني الإيطالية، على خط المواجهة في الاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحًا في أوكرانيا والبلدان المجاورة. وأشار إلى التداعيات العالمية لهذه الحرب، خاصة على صعيد الأمن الغذائي.

وتطرق تاياني إلى تجديد إيطاليا دعمها للمبادرة الأوكرانية "الحبوب من أوكرانيا"، في عام 2023، مع مواصلة التأكيد في جميع المحافل الدولية على أهمية المبادرات الرامية إلى تسهيل نقل المنتجات الزراعية من البحر الأسود إلى الأسواق الدولية والأكثر تضررا.

صيغة السلام الأوكرانية

وأكد تاياني أن السلام العادل هو الهدف النهائي، مضيفاً: نحن نؤيد اقتراح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع صيغة السلام المكونة من 10 نقاط، وستواصل العمل، بصفتها رئيسة لمجموعة السبع، على الحوار مع الشركاء والمحاورين العالميين من أجل تنفيذها.

كان زيلينسكي أعلن في قمة مجموعة العشرين في نوفمبر 2022 عن رؤيته لإحلال السلام في أوكرانيا المتكونة من 10 نقاط. وتدعو الخطة إلى عدة بنود منها السلامة الإشعاعية والنووية، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والإفراج عن كل السجناء، وإعادة وحدة الأراضي الأوكرانية، وسحب القوات الروسية ووقف العمليات القتالية وإعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيا لسابق عهدها.

الأزمة الروسية الأوكرانية

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

عقوبات اقتصادية     

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.        

فرار الملايين       

ومنذ بدء الغزو الروسي، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

قبل النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليوناً في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7,5 مليون هم نازحون أو لاجئون.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية